عيسى ابن مريم روح الله وكلمته منقوول
عندما اجتمعت جماعة طلاب الحق مرة أخرى، وكان كلّ واحد منهم قد قرأ في بمفرده سورتي «آل عمران» و«مريم»، ابتدأ صاحب الرؤيا الشيخ عبد العليم الشرقاوي اللِّقاء.
قال الشيخ أحمد الشرقاوي:
لم يولد إنسان آخر بطريقة عجيبة مثلما ولد عيسى ابن مريم، فقد كانت أمه عذراء، تقيّة، وأثبتت للملاك جبريل طهارتها بعدم معاشرتها لرجل آخر سواء بطريقة شرعية أو غيرها، كما نقرأ:
«قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ» (آل عمران 3: 47).
قاطع الشيخ عبد السميع الوهراني الكلام قائلاً:
ليس ابن مريم الوحيد الذي ولد بدون أب، فآدم وحواء ولدا أيضاً بدون والد، إذ نقرأ:
«إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» (آل عمران 3: 59).
أجاب الشيخ أحمد البعمراني:
صدقت إلى حدٍّ ما، غير أنّه توجد فروقات عميقة بين آدم وعيسى، فالله جبل آدم من تراب صلصال، أما بالنسبة لعيسى فقد نفخ الله في مريم وحلَّ فيه «روح الله»، بالإضافة إلى أنّ آدم وحواء قد ماتا لأجل عصيانهما وصية الله تعالى، أما المسيح عيسى فعاش حياته بدون خطية إلى أن رفعه الله إليه.
سأل الشيخ محمد الفيلالي:
قلت أنّ عيسى هو روح الله المتجسّد، فهل هذا يعني أنّ المسيح هو ابن لروح اللهِ؟؟
اغتاظ الشيخ عبد السميع الوهراني وقال:
حاشا، إنّ روح الله خلق عيسى ولم يلده.
أجابه الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
رويدك، إنّنا نقرأ في سورتي الأنبياء والتحريم أنّ الله نفخ في مريم من روحه:
«...فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا...» (الأنبياء 21: 91).
وأنظر أيضاً سورة (التحريم 66: 11).
لم يخلق روح الله عيسى من أمه بل قد حلّ فيه شخصياً، ولذلك سمي عيسى بـ«روح من الله»:
«إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ …» (النساء 4: 171).
نستنتج أنّ عيسى «روح من الله» و«جوهر من جوهره» فهو جزء لا يتجزّأ من الله.
سأل الشيخ متولي صابر:
إذاً، فالمسيح ليس إنساناً عادياً، بل روح الله المتجوّل في دنيانا.
أجاب الشيخ أحمد البعمراني:
كلا، كان عيسى إنساناً حقاً وكان له جسد مثل جسدنا، إذ أنّ أمه ولدته ولادة عادية، فقد جاءها المخاض مثل باقي الأمّهات الأخريات اللواتي يلدن أولادهن بآلام المخاض، وهذا حسب قوله تعالى:
«فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ...» (مريم 19: 23).
سأل الشيخ متولي صابر مرة أخرى:
إذاً، إن لم يكن عيسى روحاً متجوّلاً فهل كان إنساناً مثلنا؟؟
أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
لقد كان للمسيح جسم مثلنا بكلّ احتياجاته، وفي الوقت نفسه كان روحاً من الله، إذ نقرأ:
«...إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ...» (النساء 4: 171).
سأل الشيخ عبد الله السفياني:
ماذا تعني عبارة: «إنّ الله ألقى كلمته إلى مريم»؟؟
أجاب الشيخ أحمد البعمراني:
خلق الله الكون بكلمته، إذ يقول للشيء كن فيكون، ففي كلمته تكمن طاقة عظيمة تعمل ما يشاء، ورغب تعالى أن يضع في عيسى قوّة كلمته الشاملة.
سأل الشيخ محمد الفيلالي:
كيف تسكن في الإنسان كلمة الله؟؟ وكيف تحلّ في الجسد الفاني قدرة وكلمة الله المحيية؟؟
أجاب الشيخ أحمد البعمراني:
كان إبراهيم خليل الله، وكان موسى كليم الله، أما عيسى فهو كلمة الله. لقد قصد تعالى التدرج في صفات رسله، فلم يشأ أن يتلقّى عيسى الوحي فحسب بل حلّ روح الله فيه وأصبح وحياً بذاته من خلال الكلمة التي استقرّت فيه.
هزّ الشيخ متولّي صابر رأسه وتمتم:
أنا لا أفهم كلامكم ولا أستسيغه. ما هو الفرق بين فعل تَلقِّي الشخص للوحي، وبين الصفة في أن يكون هو الوحي ذاته؟؟
أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
عاش عيسى وفق ما قاله، إذ لم يُوجد فرق بين كلمته وأعماله، فقد أتم شريعة موسى ومجد الله الذي أحبه من صميم قلبه كما خدم عباده.
فقال الشيخ عبد الله السفياني:
إنّما كلمة الله أعظم وأقوى من أي إنسان، فكيف استطاع عيسى أن يستحوذ على قدرة الخالق؟؟
قال الشيخ أحمد البعمراني:
أذن الله لعيسى أن يخلق من الطين طيراً، حيث جبل من الصّلصال كهيئة الطير فنفخ فيه فصار طائراً له روح. كانت لعيسى قدرة الخلق، فإذا نفخ نسمته الخاصة في المادة الميتة تبثُّ فيها نسمة الحياة، ونرى من هذه المعجزة أنّ ابن مريم هو روح من روح الله في هيئة إنسان قادر أن يخلق ما يشاء بإذنه تعالى.
تدخّل الشيخ محمد الفيلالي وقال:
فهمت من خلال قولكم أنّ عيسى المسيح ليس إنساناً عادياً، فلن أتعجب من قدرته إذا شفى المرضى بدون عملية جراحية أو استعمال للأدوية، فظهرت كلمة الله التي فيه بطاقة وقوة شفائية عظيمة.
قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
تحتوي كلمة الله على أفكاره وقوته وصفاته، فحقّق القدوس من خلال عيسى رحمته وجوده وتعزيته، إذ عزَّى أمه بعد ولادته مباشرة، كما ورد في الآية التالية:
«فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً» (مريم 19 :23-24).
سأل الشيخ متولي صابر:
هل كان باستطاعة عيسى أن يتكلم منذ ولادته، ألم يكن في حاجة إلى وقت حتى يتطور عقله ويتعلّم كيف ينطق بالكلمات ويركّب الجمل الصحيحة؟؟
أجاب الشيخ أحمد البعمراني:
يؤكّد لنا الوحي أنّ عيسى كلّم أمه وأهل قريته من المهد، فكان عقله منذ الولادة ناضجاً، إذ كان ممتلئاً بكلمة الله الفعّالة، تكلّم بقوّة وشجاعة منذ الطفولة إلى الكهولة.
أبرز الشيخ عبد السميع الوهراني:
لكن عيسى اعترف في خطابه الأول بأنّه عبد الله الذي أوصاه بالصلاة والزكاة، كان مسلماً أميناً.
أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
بالصواب أجبت، لقد كان عيسى مسلماً منذ ست مائة سنة قبل مجيء محمد، فروح الله تجسّد فيه وكان كلمة الله في كل سلوكه وكان أفضل المسلمين ومَـثَـلُـهُم الأعلى. لقد أتمّ في سلوكه فرائض الشريعة إذ كان كلمة الله المتنقلة. إن كل من يدرك ويستوعب هذا السر يفهم لماذا سمي عيسى المسيح «آية الله» و«كلمته»؟؟
عندما اجتمعت جماعة طلاب الحق مرة أخرى، وكان كلّ واحد منهم قد قرأ في بمفرده سورتي «آل عمران» و«مريم»، ابتدأ صاحب الرؤيا الشيخ عبد العليم الشرقاوي اللِّقاء.
قال الشيخ أحمد الشرقاوي:
لم يولد إنسان آخر بطريقة عجيبة مثلما ولد عيسى ابن مريم، فقد كانت أمه عذراء، تقيّة، وأثبتت للملاك جبريل طهارتها بعدم معاشرتها لرجل آخر سواء بطريقة شرعية أو غيرها، كما نقرأ:
«قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ» (آل عمران 3: 47).
قاطع الشيخ عبد السميع الوهراني الكلام قائلاً:
ليس ابن مريم الوحيد الذي ولد بدون أب، فآدم وحواء ولدا أيضاً بدون والد، إذ نقرأ:
«إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» (آل عمران 3: 59).
أجاب الشيخ أحمد البعمراني:
صدقت إلى حدٍّ ما، غير أنّه توجد فروقات عميقة بين آدم وعيسى، فالله جبل آدم من تراب صلصال، أما بالنسبة لعيسى فقد نفخ الله في مريم وحلَّ فيه «روح الله»، بالإضافة إلى أنّ آدم وحواء قد ماتا لأجل عصيانهما وصية الله تعالى، أما المسيح عيسى فعاش حياته بدون خطية إلى أن رفعه الله إليه.
سأل الشيخ محمد الفيلالي:
قلت أنّ عيسى هو روح الله المتجسّد، فهل هذا يعني أنّ المسيح هو ابن لروح اللهِ؟؟
اغتاظ الشيخ عبد السميع الوهراني وقال:
حاشا، إنّ روح الله خلق عيسى ولم يلده.
أجابه الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
رويدك، إنّنا نقرأ في سورتي الأنبياء والتحريم أنّ الله نفخ في مريم من روحه:
«...فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا...» (الأنبياء 21: 91).
وأنظر أيضاً سورة (التحريم 66: 11).
لم يخلق روح الله عيسى من أمه بل قد حلّ فيه شخصياً، ولذلك سمي عيسى بـ«روح من الله»:
«إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ …» (النساء 4: 171).
نستنتج أنّ عيسى «روح من الله» و«جوهر من جوهره» فهو جزء لا يتجزّأ من الله.
سأل الشيخ متولي صابر:
إذاً، فالمسيح ليس إنساناً عادياً، بل روح الله المتجوّل في دنيانا.
أجاب الشيخ أحمد البعمراني:
كلا، كان عيسى إنساناً حقاً وكان له جسد مثل جسدنا، إذ أنّ أمه ولدته ولادة عادية، فقد جاءها المخاض مثل باقي الأمّهات الأخريات اللواتي يلدن أولادهن بآلام المخاض، وهذا حسب قوله تعالى:
«فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ...» (مريم 19: 23).
سأل الشيخ متولي صابر مرة أخرى:
إذاً، إن لم يكن عيسى روحاً متجوّلاً فهل كان إنساناً مثلنا؟؟
أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
لقد كان للمسيح جسم مثلنا بكلّ احتياجاته، وفي الوقت نفسه كان روحاً من الله، إذ نقرأ:
«...إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ...» (النساء 4: 171).
سأل الشيخ عبد الله السفياني:
ماذا تعني عبارة: «إنّ الله ألقى كلمته إلى مريم»؟؟
أجاب الشيخ أحمد البعمراني:
خلق الله الكون بكلمته، إذ يقول للشيء كن فيكون، ففي كلمته تكمن طاقة عظيمة تعمل ما يشاء، ورغب تعالى أن يضع في عيسى قوّة كلمته الشاملة.
سأل الشيخ محمد الفيلالي:
كيف تسكن في الإنسان كلمة الله؟؟ وكيف تحلّ في الجسد الفاني قدرة وكلمة الله المحيية؟؟
أجاب الشيخ أحمد البعمراني:
كان إبراهيم خليل الله، وكان موسى كليم الله، أما عيسى فهو كلمة الله. لقد قصد تعالى التدرج في صفات رسله، فلم يشأ أن يتلقّى عيسى الوحي فحسب بل حلّ روح الله فيه وأصبح وحياً بذاته من خلال الكلمة التي استقرّت فيه.
هزّ الشيخ متولّي صابر رأسه وتمتم:
أنا لا أفهم كلامكم ولا أستسيغه. ما هو الفرق بين فعل تَلقِّي الشخص للوحي، وبين الصفة في أن يكون هو الوحي ذاته؟؟
أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
عاش عيسى وفق ما قاله، إذ لم يُوجد فرق بين كلمته وأعماله، فقد أتم شريعة موسى ومجد الله الذي أحبه من صميم قلبه كما خدم عباده.
فقال الشيخ عبد الله السفياني:
إنّما كلمة الله أعظم وأقوى من أي إنسان، فكيف استطاع عيسى أن يستحوذ على قدرة الخالق؟؟
قال الشيخ أحمد البعمراني:
أذن الله لعيسى أن يخلق من الطين طيراً، حيث جبل من الصّلصال كهيئة الطير فنفخ فيه فصار طائراً له روح. كانت لعيسى قدرة الخلق، فإذا نفخ نسمته الخاصة في المادة الميتة تبثُّ فيها نسمة الحياة، ونرى من هذه المعجزة أنّ ابن مريم هو روح من روح الله في هيئة إنسان قادر أن يخلق ما يشاء بإذنه تعالى.
تدخّل الشيخ محمد الفيلالي وقال:
فهمت من خلال قولكم أنّ عيسى المسيح ليس إنساناً عادياً، فلن أتعجب من قدرته إذا شفى المرضى بدون عملية جراحية أو استعمال للأدوية، فظهرت كلمة الله التي فيه بطاقة وقوة شفائية عظيمة.
قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
تحتوي كلمة الله على أفكاره وقوته وصفاته، فحقّق القدوس من خلال عيسى رحمته وجوده وتعزيته، إذ عزَّى أمه بعد ولادته مباشرة، كما ورد في الآية التالية:
«فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً» (مريم 19 :23-24).
سأل الشيخ متولي صابر:
هل كان باستطاعة عيسى أن يتكلم منذ ولادته، ألم يكن في حاجة إلى وقت حتى يتطور عقله ويتعلّم كيف ينطق بالكلمات ويركّب الجمل الصحيحة؟؟
أجاب الشيخ أحمد البعمراني:
يؤكّد لنا الوحي أنّ عيسى كلّم أمه وأهل قريته من المهد، فكان عقله منذ الولادة ناضجاً، إذ كان ممتلئاً بكلمة الله الفعّالة، تكلّم بقوّة وشجاعة منذ الطفولة إلى الكهولة.
أبرز الشيخ عبد السميع الوهراني:
لكن عيسى اعترف في خطابه الأول بأنّه عبد الله الذي أوصاه بالصلاة والزكاة، كان مسلماً أميناً.
أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
بالصواب أجبت، لقد كان عيسى مسلماً منذ ست مائة سنة قبل مجيء محمد، فروح الله تجسّد فيه وكان كلمة الله في كل سلوكه وكان أفضل المسلمين ومَـثَـلُـهُم الأعلى. لقد أتمّ في سلوكه فرائض الشريعة إذ كان كلمة الله المتنقلة. إن كل من يدرك ويستوعب هذا السر يفهم لماذا سمي عيسى المسيح «آية الله» و«كلمته»؟؟