ومع / ملفات ساخنة :
طالب عدد من البرلمانيين والسياسيين محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق ورئيس مجلس المحافظة كامل الزيدي بالتنحي عن مناصبهم وتاتي تلك المطالبات على خلفية استمرار الواقع الخدمي المتردي لمناطق أطراف بغداد والمتمثلة بالمعامل والحسينية والحميدية وسبع قصور. واكد البرلمانيون والساسة في تصريحات خاصة لوكالة انباء المستقبل على ضرورة تكاثف جميع الجهود وشحذ الهمم لغرض متابعة جادة وميدانية لتنفيذ المشاريع الخاصة بهذه المناطق والتي خصصت مبالغها من ميزانية محافظة بغداد و تقدر بملايين الدولارات متسائلين عن الكيفية التي صرفت بها هذه المبالغ ومطالبين بإجراء تحقيق فوري في ملفات الفساد المتعقلة بذلك.وسننشر التصريحات الخاصة بهذا الملف لاحقا وتباعا..
وللنزول على ارضع الواقع اليومي الذي تعيشه المناطق المذكورة واثناء جولة صحفية في مناطق اطراف بغداد زرات وكالة انباء المستقبل منطقة المعامل حيث علق أحد ساكنيها مرددا بامتعاض ( أين محافظ بغداد وأين رئيس مجلس المحافظة من الواقع الذي نعيشه ، عليهم التحي وترك مناصبهم للأفضل لأنهم لم يقدموا لنا شيء) مما دفعني فضولي الصحفي لفتح ملف مناطق أطراف بغداد وما يعاني منه سكانها على وجه الخصوص وأنهم شريحة كبيرة يصل عددها مئات الآلاف دون أدنا التفاتة من مجلس المحافظة الذي اخذ يبين في تصريحاته سيجعل من (الهور مرك والبردي خواشيك) !! ومحافظة بغداد هي الاخرى التي رصد لها مليارات الدنانير بغية تحسين الواقع الخدمي والصحي والتربوي دون أن يرى بوادر ذلك حتى (بالتلسكوب) !! .ربما يقول من يرى منطقة المعامل أنها لا تصلح للسكن وهكذا وصفها أحد المسؤولين الكبار في تصريح صحفي اثار اهالي المعامل ودفعهم للتظاهر واغلاق طرق المدينة التي تعد من اكبر مناطق اطراف بغداد اذ تبلغ مساحتها اثنان واربعون كيلو متراً وتضم مناطق الرشاد الاولى والثانية والنصر الاولى والثانية وحي البتول وعمار بن ياسر والسكك والعماري والدوانم والبستان والباوية والحسينية ويسكنها ما يزيد على 850 الف نسمة وتتحمل محافظة بغداد خدماتها ومجلس المحافظة يتولى شؤونها الادارية أذ أصبح سكانها فريسة سهلة لمشكلات بيئية وصحية في غاية الخطورة . ولمعرفة مزيد من التفاصيل عن هذه المنطقة كان لابد من التوقف مع السيد علاء حاتم الذي تحدث عن الواقع الخدمي لمنطقتهم قائلا : تعاني مناطقنا من الأهمال وأنعدام الخدمات في كافة المجالات وأهمها عدم توفر مدارس ومستوصفات وشوارع تتلائم وتصريحات مجلس المحافظة ومحافظة بغداد التي طالما وعدتنا من خلال لقاءات ممثليها وكذلك ممثلي المجلس البلدي بأن واقع المنطقة سيشهد تحسن وقد رصدت له الاموال اللازمة لكن تبين لنا ان تلك الوعود كاذبة ونتساءل أين الاموال التي رصدت لتحسين خدمات اطراف بغداد) !!.
الواقع الخدمي
وحول واقع حال المدينة الخدمي يقول جليل جعاز عداي عضو المجلس البلدي: ان الخدمات في منطقة المعامل معدومة اذ لا توجد شبكة لمياه الشرب ولا صرف صحي ونعتمد على السيارات الحوضية في نقل مياه الشرب منذ ايام النظام السابق الى يومنا هذا اذ يباع اليوم برميل سعة (200 لتر) بـ(1500) دينار في الوقت الذي تحتاج فيه العائلة الواحدة الى خمسة براميل يوميا علما ان الماء الذي تجلبه السيارات عادة ما يكون غير صالح للشرب .
وعلى الصعيد الصحي فالمنطقة لا يوجد فيها حتى مستوصف صحي يقدم خدماته بشكل مقبول اذ ان اهالي المنطقة وبجهود شخصية قاموا ببناء مستوصفين ليس بامكانهما ان يقدما حاجات المواطنين الصحية بسبب ضعف ادائهما وقلة الملاك الطبي والتمريضي وغيرها من المعوقات اما اقرب مستشفى على المنطقة فيقع على مسافة 17 كيلو متراً .
اما الكهرباء فالمنطقة تعتمد على شبكة كهربائية قديمة ومتهرئة فقدت الكثير من اعمدتها التي تساقطت بسبب القدم وليس من منقذ سوى المولدات كما ان المنطقة برمتها تعتمد على شارع واحد بلط عام 1959 ايام الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم والمعروف بشارع بعقوبة القديم ومنذ ذلك الحين لم يتم تطويره او تصليحه او ما شابه ذلك اما ما يسمى بشارع بعقوبة السياحي الذي يقع خلف المدينة فهو لم يقدم للمنطقة اية خدمة تذكر
مظاهرات مطلبية ؟
لم يسكت ابناء منطقة المعامل تجاه الاهمال الذي يعانونه بل نظموا عدة تظاهرات من اجل ايصال صوتهم الى من لا يسمعه وتحدث احد وجهاء المدينة المنظمين للتظاهرات قائلا:- بعد انهيار النظام توفرت لنا فسحة من الحرية يسمع من خلالها رأي المواطن لذا اخذنا نراجع المؤسسات الحكومية وعلى رأسها مجلس محافظة بغداد ومحافظة بغداد والتقينا مسؤولين كبار فيها وطالبناها بتوفير الخدمات على الرغم من ان ردهم كان قاسيا علينا بوصفهم منطقتنا بموقع طمر صحي وصبرنا على هذا اكثر من سنتين.
معوقات ومشاريع
وبعد هذه الجولة بين شرائح مختلفة من ابناء منطقة المعامل كان لابد لنا من سماع رأي المسؤول الذي لابد ان يوضح للرأي العام ولاهالي المنطقة ما اذا كان هناك من يضع حدا لمعاناة هذه المنطقة المزدحمة بالعوائل لذا نتوقف عند تصريح مصدر مسؤول في أمانة بغداد قائلا: أن مناطق أطراف بغداد مثل المعامل والحسينية والنهروان لا ترتبط بأمانة بغداد وأن مسؤوليتها تقع ضمن محافظة بغداد وبأشراف الحكومة المحلية مجلس محافظة بغداد ، وبدورنا نحن في الأمانة فاتحنا مجلس النواب بالكتاب المرقم (2505) والصادر في 20/6/2006 وطالبنا فيه الحاقها الى أمانة بغداد وكذلك تحويل مناطقها الزراعية الى سكنية الا لم يأتنا الرد حتى الآن. أنتهى/ م /.
تنويه : قريبا جدا سنتناول موضوع منطقة الحسينية
__________________