أولاًسأقص عليكم حكايته وما الذي جعله يتظاهر بالجنون
كان الخليفة العباسي _هارون الرشيد_ حريصاً كل الحرص على الملك العضوض
بحيث كان يتخذ الذرائع في القضاء على مخالفية وإزاحتهم عن الطريق مهما كلف الأمر.
وكان محبوب قلوب المؤمنين آنذاك الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) على رأس هؤلاء المخالفين
حيث كان يشكل خطراً كبيراً على هارون الرشيد.
حاول الرشيد جاهداً في كسب تأييد علماء المسلمين المبرزين
وإقناعهم بالافتاء بخروج موسى الكاظم (عليه السلام) ومروقة عن الدين
وبذلك كان يمهد ارضية المواجهة مع الإمام (عليه السلام )
ولما كان بهلول من علماء ذلك الوقت أراد هارون الرشيد اجباره على التوقيع في ورقة اصدر فيها
امره بقتل الإمام الكاظم (عليه السلام).
ذهب البهلول إلى الإمام (عليه السلام) وأخبره بذلك وطلب منه أن يهديه سبيلاً للخلاص من هذه الورطة
فأمره الإمام (عليه السلام) أن يتظاهر بالجنون ليكون في امان من سطوة هارون
تظاهر البهلول بالجنون ، وكان بهذه الذريعة يهزأ ويطعن بالنظام الحاكم بلسان الكناية والمزاح.
اسم بهلول_هذا الرجل العظيم_ وهب بن عمرو ،والبهلول اسم خصاله الحسنة
التي كان يتصف بها ،فقد كان جميلاً فكهاً.
كان البهلول يتصف بصفتين :
الاولى: موقعة العلمي والاجتماعي .
والثانية: قرابتة من هارون الرشيد.
وهاتان الخصلتان كانتا السبب في عدم تورعه من هارون الرشيد وعماله،
حتى انه كان يدخل عليه أي وقت شاء ويتكلم بما يريد،
فكان مصداقاً للقول المعروف: "المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه" .
وإليكم إحدى قصصه :
العمل لوجه الله تعالى
مر البهلول يوماً بمسجدٍ _لم يتم بناءه بعد_ في محلة من محال بغداد ليطلع على بناءه ،
فلما رأى المسجد لم يكترث بشكل بناءه وزخرفة جدرانه وسقفه وفببته ، وكأنه يخبيء شيئاً في نفسه،
ثم إنه نظر من خارج المسجد إلى لوحة خشبية كبيرة معلقة على جدار المسجد مكتوب عليها: مسجد السيد جمال.
والشيخ جمال هذا ،رجل يحب الشهرة ويحب أن يطلع الناس على افعال البر التي كان يقوم بها ،
وكان البهلول يعرف ذلك تماماً .
غرق بهلول في تفكيره بالمسجد ولوحته وإذا به قد أحس بثقل يدٍ على كتفه ،
فلما التفت رأى الشيخ جمال وهو مبتسم، وقد حدق النظر إليه ابتدره بهلول قائلاً (السلام عليكم).
قال البهلول: "إنه مسجد كبير وحسن البناء ".
خطا الشيخ جمال إلى الأمام وساير بهلولاً ، ثم قال ( أسأل الله القبول).
قال بهلول_ وكأن شيئاً قد لفت نظره _: اريد أن أسألك عن شيء لا أدري أسألك عن ذلك ام لا ؟".
قال الشيخ" لا بأس عليك، سل فاني أرج أن أملك لسؤالك جواباً مقنعاً".
حرك بهلول رأسه وقال : "طبعاً أنه كذلك" ، الا أنه بعد ذلك مكث قليلاً ثم قال:"لمن بنيت هذا المسجد؟".
لم يكن الشيخ يتوقع مثل هذا السؤال ، ومكث يفكر قليلاً فخطر على ذهنه أن بهلولاً رجل مجنون ،
ولا ينبغي العجب من المجنون أن يسأل مثل هذا السؤال،فاجابه قائلاً: "وهل يكون بناء المسجد لغير الله؟!".
قال البهلول:"نعم،نعم الأمر كما تقول ، لن يترك الله عملك بلا أجر ، إنه لن ينسى أجر ذلك أبداً".
لم يتكلم الشيخ جمال بعد ذلك شيء لأنه لم يفهم ماذا يريد البهلول منه بالضبط ،
لذا اخد يخطو خطوات متواصلة حتى ابتعد عن بهلول .
وفي صباح الغد علا صوت الشيخ جمال بالصيح امام المسجد الذي بناه بحيث يسمعه كل من يمر بالمسجد،
وهو يقول:"أيها الناس ،اشهدوا على ماقام به بهلول أنه يدعي تملك هذا المسجد............... أيها الناس.........".
وكان الحق في ذلك مع الشيخ جمال ، فان اللوحة كان مكتوب عليها" مسجد بهلول" لذا اصاب الشيخ جمال
الدوار في رأسه من شدة الصدمة، وبح صوته من كثر الصياح ، ذلك أنه لم يخطر على باله يوماً مثل بهلول
يأتي يوماً ويكتب اسمه على لوحة المسجد الذي بناه الشيخ،
فكيف تجرأ بهلول على مثل هذا العمل ؟لكن مع ذلك، فقد كان الشيخ يخبىء لهيب غضبه، ويهدىء نفسه بما
يخطر على باله بأن بهلولاً رجل مجنون ، لكن سرعان مايجيب به نفسه ،فيقول:"إن للجنون حداً أليس
يعلم الناس من بنى المسجد ، فقد سمعنا بكل مايـصدر عن المجانين إلا مثل هذه الاعمال ،آه ........
إنه يريد أن يكون المسجد باسمه ، لكني سوف اعطيه درساًلن ينساه لن يجرأ بعده على مثل ذلك أبدا...........
سوف ا ريق ماء وجهه امام الناس".
اجتمع عمال بناء المسجد حول الشيخ جمال ليستمعوا لما يقول،
واذا به صاح فجأة بصوت عالٍ وغضب :"هلموا بنا لنبحث عن بهلول كي نعطيه درسا
ً لا يتجاسر بعده على حقوق الأخرين ".
ذهب هو مسرعاً وتبعه بعض عمال البناء الذين كانوا يتحينون الفرص للهروب من العمل ،
قائلين للشيخ :"نحن معك ياشيخ للبحث عن بهلول".
توجه كل منهم إلى جهه ،فلم يستغرق البحث عن بهلول أكثر من ساعة حتى عثروا عليه، فجاؤا به إلى المسجد،
وكان يسبقهم في ذلك الشيخ جمال الذي استولى عليه الغضب ، فلما واجه الشيخ جمال بهلولاً وجهاً لوجه_
وقد كادت عيناه تخرج من الحدقتين _ صاح بصوتٍ عالٍ:"أيها المجنون، ماحملك على مافعلت ؟".
نظر بهلول إلى من حوله ،وقال بسكينة:"ومافعلت؟".
حدق الشيخ جمال بوجه بهلول،وقال:"إنك لن تجرأ على الاعتراف بذنبك امام الملأ ،أليس كذلك؟"
أجابه بهلول وهل أذنبت ؟وماهو ذنبي؟".
تضاحك الشيخ جمال والغضب قد استولى عليه ، فأشار بيده إلى لوحة المسجد، وقال :" وهل يجرأغيرك
أن يكتب اسمه على لوحة مسجد بناه غيره؟".
ألقى بهلول ببصره إلى لوحة المسجد ثم صرف نظره وكأنه لم ير شيئاً ذي بال، وقال بهدوء:"إن كنت تريد بذلك
هذا _وأشار إلى اللوحة _فأني فعلت".
أخذ غضب الشيخ يزداد لحظة بعد اخرى حتى صاح ببهلول :"هل أنت بنيت المسجد لتكتب اسمك عليه؟".
رفع بهلول رأسه _مرة أخرى_إلى لوحة المسجد وأجاب : إني لم ابن المسجد ،لكنني كتبت اسمي عليه".
أمسك الشيخ جمال بهلولاً من تلابيبه والتفت إلى الحاضرين ،وقال:"انظروا ،إنه يعترف بذنبه ،إنه أعترف
ارتفع صوت الحاضرين بالكلام ،فكل منهم تراه يقول شيئاً ،لكن بهلولاً لم يرعوي لكلامهم،
وأشار اليهم بيده أن سكتوا ،فسكتوا وسكت الشيخ جمال، وتجددت لبهلول الجرأة على رد الشيخ
وقال:"أيها الشيخ ،أسألك عن شيء أحب أن تصدقني فيه".
قال الشيخ :" ولماذا الكذب".
قال بهلول:"بالأمس التقيت بك في هذا المكان وتكلمنا قليلاً ، ثم سألتك :لمن بنيت هذا المسجد؟
قلت :أريد به وجه الله ".
تبسم بهلول وقال بصوتٍ عالٍ :" تقول لله! فهل الله يعلم بأنك أردت وجهه أم لا؟".
أجابه الشيخ بغضب:"مع أني لاأريد إطالة الكلام معك ،اقول : نعم ،إن الله يعلم بذلك ،
كي لاتكون لك الحجة علي عند القاضي ".
سكت بهلول هنيئة ليلفت بذلك اللأنظار إليه ،ثم قال:"أيها الشيخ ،إن كنت قد بنيت هذا المسجد لله فلا يضر عليك
أن يكون باسمك ام بأسم غيرك ،لكن اعلم أنك قد أردت بذلك وجه غير الله،نعم أردت بذلك الشهرة،
فقد احبطت بذلك أجرك ".
لقد ألجم بهلول الشيخ بذلك فأسكته ،واستحسن الحاضرون جواب بهلول،ولم يتكلم أحد بعده بشيء.
قال البهلول_وهو يمشي مشياً تقاربت خطاه_ للشيخ جمال : أريد أن أرفع اللوحة
التي تحمل اسمي من على المسجد".
أراد الشيخ أن يقول شيئاً لكن الكلمات تلكأت على شفتيه فسكت.
خطا البهلول خطوات نحو اللوحة لكنه رجع والتفت إلى الحاضرين قائلاً:" أرد ت بذلك الكشف عن حقيقة،
وهي أن تعلموا أن العمل أن كان لوجه الله تعالى فلا يضركم مايكون رأي الناس فيه مادام الله هو المطلع
على حقائق الأمور " ثم انصرف ليرفع اللوحة التي كتبها باسمه" .
القصص منقوله من كتاب قصص بهلول
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اللهم صلي على محمد وآل محمد
كان الخليفة العباسي _هارون الرشيد_ حريصاً كل الحرص على الملك العضوض
بحيث كان يتخذ الذرائع في القضاء على مخالفية وإزاحتهم عن الطريق مهما كلف الأمر.
وكان محبوب قلوب المؤمنين آنذاك الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) على رأس هؤلاء المخالفين
حيث كان يشكل خطراً كبيراً على هارون الرشيد.
حاول الرشيد جاهداً في كسب تأييد علماء المسلمين المبرزين
وإقناعهم بالافتاء بخروج موسى الكاظم (عليه السلام) ومروقة عن الدين
وبذلك كان يمهد ارضية المواجهة مع الإمام (عليه السلام )
ولما كان بهلول من علماء ذلك الوقت أراد هارون الرشيد اجباره على التوقيع في ورقة اصدر فيها
امره بقتل الإمام الكاظم (عليه السلام).
ذهب البهلول إلى الإمام (عليه السلام) وأخبره بذلك وطلب منه أن يهديه سبيلاً للخلاص من هذه الورطة
فأمره الإمام (عليه السلام) أن يتظاهر بالجنون ليكون في امان من سطوة هارون
تظاهر البهلول بالجنون ، وكان بهذه الذريعة يهزأ ويطعن بالنظام الحاكم بلسان الكناية والمزاح.
اسم بهلول_هذا الرجل العظيم_ وهب بن عمرو ،والبهلول اسم خصاله الحسنة
التي كان يتصف بها ،فقد كان جميلاً فكهاً.
كان البهلول يتصف بصفتين :
الاولى: موقعة العلمي والاجتماعي .
والثانية: قرابتة من هارون الرشيد.
وهاتان الخصلتان كانتا السبب في عدم تورعه من هارون الرشيد وعماله،
حتى انه كان يدخل عليه أي وقت شاء ويتكلم بما يريد،
فكان مصداقاً للقول المعروف: "المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه" .
وإليكم إحدى قصصه :
العمل لوجه الله تعالى
مر البهلول يوماً بمسجدٍ _لم يتم بناءه بعد_ في محلة من محال بغداد ليطلع على بناءه ،
فلما رأى المسجد لم يكترث بشكل بناءه وزخرفة جدرانه وسقفه وفببته ، وكأنه يخبيء شيئاً في نفسه،
ثم إنه نظر من خارج المسجد إلى لوحة خشبية كبيرة معلقة على جدار المسجد مكتوب عليها: مسجد السيد جمال.
والشيخ جمال هذا ،رجل يحب الشهرة ويحب أن يطلع الناس على افعال البر التي كان يقوم بها ،
وكان البهلول يعرف ذلك تماماً .
غرق بهلول في تفكيره بالمسجد ولوحته وإذا به قد أحس بثقل يدٍ على كتفه ،
فلما التفت رأى الشيخ جمال وهو مبتسم، وقد حدق النظر إليه ابتدره بهلول قائلاً (السلام عليكم).
قال البهلول: "إنه مسجد كبير وحسن البناء ".
خطا الشيخ جمال إلى الأمام وساير بهلولاً ، ثم قال ( أسأل الله القبول).
قال بهلول_ وكأن شيئاً قد لفت نظره _: اريد أن أسألك عن شيء لا أدري أسألك عن ذلك ام لا ؟".
قال الشيخ" لا بأس عليك، سل فاني أرج أن أملك لسؤالك جواباً مقنعاً".
حرك بهلول رأسه وقال : "طبعاً أنه كذلك" ، الا أنه بعد ذلك مكث قليلاً ثم قال:"لمن بنيت هذا المسجد؟".
لم يكن الشيخ يتوقع مثل هذا السؤال ، ومكث يفكر قليلاً فخطر على ذهنه أن بهلولاً رجل مجنون ،
ولا ينبغي العجب من المجنون أن يسأل مثل هذا السؤال،فاجابه قائلاً: "وهل يكون بناء المسجد لغير الله؟!".
قال البهلول:"نعم،نعم الأمر كما تقول ، لن يترك الله عملك بلا أجر ، إنه لن ينسى أجر ذلك أبداً".
لم يتكلم الشيخ جمال بعد ذلك شيء لأنه لم يفهم ماذا يريد البهلول منه بالضبط ،
لذا اخد يخطو خطوات متواصلة حتى ابتعد عن بهلول .
وفي صباح الغد علا صوت الشيخ جمال بالصيح امام المسجد الذي بناه بحيث يسمعه كل من يمر بالمسجد،
وهو يقول:"أيها الناس ،اشهدوا على ماقام به بهلول أنه يدعي تملك هذا المسجد............... أيها الناس.........".
وكان الحق في ذلك مع الشيخ جمال ، فان اللوحة كان مكتوب عليها" مسجد بهلول" لذا اصاب الشيخ جمال
الدوار في رأسه من شدة الصدمة، وبح صوته من كثر الصياح ، ذلك أنه لم يخطر على باله يوماً مثل بهلول
يأتي يوماً ويكتب اسمه على لوحة المسجد الذي بناه الشيخ،
فكيف تجرأ بهلول على مثل هذا العمل ؟لكن مع ذلك، فقد كان الشيخ يخبىء لهيب غضبه، ويهدىء نفسه بما
يخطر على باله بأن بهلولاً رجل مجنون ، لكن سرعان مايجيب به نفسه ،فيقول:"إن للجنون حداً أليس
يعلم الناس من بنى المسجد ، فقد سمعنا بكل مايـصدر عن المجانين إلا مثل هذه الاعمال ،آه ........
إنه يريد أن يكون المسجد باسمه ، لكني سوف اعطيه درساًلن ينساه لن يجرأ بعده على مثل ذلك أبدا...........
سوف ا ريق ماء وجهه امام الناس".
اجتمع عمال بناء المسجد حول الشيخ جمال ليستمعوا لما يقول،
واذا به صاح فجأة بصوت عالٍ وغضب :"هلموا بنا لنبحث عن بهلول كي نعطيه درسا
ً لا يتجاسر بعده على حقوق الأخرين ".
ذهب هو مسرعاً وتبعه بعض عمال البناء الذين كانوا يتحينون الفرص للهروب من العمل ،
قائلين للشيخ :"نحن معك ياشيخ للبحث عن بهلول".
توجه كل منهم إلى جهه ،فلم يستغرق البحث عن بهلول أكثر من ساعة حتى عثروا عليه، فجاؤا به إلى المسجد،
وكان يسبقهم في ذلك الشيخ جمال الذي استولى عليه الغضب ، فلما واجه الشيخ جمال بهلولاً وجهاً لوجه_
وقد كادت عيناه تخرج من الحدقتين _ صاح بصوتٍ عالٍ:"أيها المجنون، ماحملك على مافعلت ؟".
نظر بهلول إلى من حوله ،وقال بسكينة:"ومافعلت؟".
حدق الشيخ جمال بوجه بهلول،وقال:"إنك لن تجرأ على الاعتراف بذنبك امام الملأ ،أليس كذلك؟"
أجابه بهلول وهل أذنبت ؟وماهو ذنبي؟".
تضاحك الشيخ جمال والغضب قد استولى عليه ، فأشار بيده إلى لوحة المسجد، وقال :" وهل يجرأغيرك
أن يكتب اسمه على لوحة مسجد بناه غيره؟".
ألقى بهلول ببصره إلى لوحة المسجد ثم صرف نظره وكأنه لم ير شيئاً ذي بال، وقال بهدوء:"إن كنت تريد بذلك
هذا _وأشار إلى اللوحة _فأني فعلت".
أخذ غضب الشيخ يزداد لحظة بعد اخرى حتى صاح ببهلول :"هل أنت بنيت المسجد لتكتب اسمك عليه؟".
رفع بهلول رأسه _مرة أخرى_إلى لوحة المسجد وأجاب : إني لم ابن المسجد ،لكنني كتبت اسمي عليه".
أمسك الشيخ جمال بهلولاً من تلابيبه والتفت إلى الحاضرين ،وقال:"انظروا ،إنه يعترف بذنبه ،إنه أعترف
ارتفع صوت الحاضرين بالكلام ،فكل منهم تراه يقول شيئاً ،لكن بهلولاً لم يرعوي لكلامهم،
وأشار اليهم بيده أن سكتوا ،فسكتوا وسكت الشيخ جمال، وتجددت لبهلول الجرأة على رد الشيخ
وقال:"أيها الشيخ ،أسألك عن شيء أحب أن تصدقني فيه".
قال الشيخ :" ولماذا الكذب".
قال بهلول:"بالأمس التقيت بك في هذا المكان وتكلمنا قليلاً ، ثم سألتك :لمن بنيت هذا المسجد؟
قلت :أريد به وجه الله ".
تبسم بهلول وقال بصوتٍ عالٍ :" تقول لله! فهل الله يعلم بأنك أردت وجهه أم لا؟".
أجابه الشيخ بغضب:"مع أني لاأريد إطالة الكلام معك ،اقول : نعم ،إن الله يعلم بذلك ،
كي لاتكون لك الحجة علي عند القاضي ".
سكت بهلول هنيئة ليلفت بذلك اللأنظار إليه ،ثم قال:"أيها الشيخ ،إن كنت قد بنيت هذا المسجد لله فلا يضر عليك
أن يكون باسمك ام بأسم غيرك ،لكن اعلم أنك قد أردت بذلك وجه غير الله،نعم أردت بذلك الشهرة،
فقد احبطت بذلك أجرك ".
لقد ألجم بهلول الشيخ بذلك فأسكته ،واستحسن الحاضرون جواب بهلول،ولم يتكلم أحد بعده بشيء.
قال البهلول_وهو يمشي مشياً تقاربت خطاه_ للشيخ جمال : أريد أن أرفع اللوحة
التي تحمل اسمي من على المسجد".
أراد الشيخ أن يقول شيئاً لكن الكلمات تلكأت على شفتيه فسكت.
خطا البهلول خطوات نحو اللوحة لكنه رجع والتفت إلى الحاضرين قائلاً:" أرد ت بذلك الكشف عن حقيقة،
وهي أن تعلموا أن العمل أن كان لوجه الله تعالى فلا يضركم مايكون رأي الناس فيه مادام الله هو المطلع
على حقائق الأمور " ثم انصرف ليرفع اللوحة التي كتبها باسمه" .
القصص منقوله من كتاب قصص بهلول
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اللهم صلي على محمد وآل محمد